شمسُ الصّباح ِ ترنّحتْ..ظلّ ٌ بدا
حتّى يلملمَ ضوءَها المتبدّدا
يرثيكَ آذارُ الرّبيع ِ ...لأنّهُ
ضمّ َ الحياة َ..بمثل ِ ما ضمّ الرّدى
ترثيكّ أنّاتُ الحروف ِ وقد بكتْ
أدبا ً تلاشى فوق َ ثغركَ مُزبِدا
ترثيكَ أزهارُ الرّبيع ِ بهمسِها..
نفحاتُها حنّتْ إليكَ تودّدا
ترثيكَ أيدي الأقحوان ِ ..توسّلا ً..
أنْ عدْ إليها سالما ً..متجدّدا.
قولي لهم ، أمّ َ الوليد ِ ، بانّهُ
رفض َ الخنوعَ ..مكافحا ً..متمرّدا
قولي لهم: إنْ ماتَ فينا يافع ٌ..
أمسى الشّيوخ ُ شبابَنا المتوحّدا
وإذا هَوَتْ فوقَ الرّؤوس ِ مصيبة ٌ
تتدافعُ الأعناق ُ ..كي تتجدّدا
ألموتُ أحلى عندَنا..إنْ ذلّنا..
أعداؤنا..فالنّفسُ لن تتردّدا.
يكفيكَ أنّكَ للرّبيع ِ مسبِّقٌ
وكذا كفاكَ تأرّجا ً..وتورّدا
مهما يكنْ من سوء ِ طالع ِ صفحة ٍ
فالخُلدُ يحيا في جِنانِكَ كالهُدى
ألدّمعُ يبكي في المحاجر ِ نائحا ً
والقلبُ يبكي فيكَ أصواتَ الصّدى!!